المقدمة 

يسعى الإنسان دائماً لاكتشاف نفسه وكل ما يتعلق به من معرفة والعمل على فحصها وتنقيبها وتطويرها بشكلٍ دقيق، فهو كثير السؤال ولا يمكن قولبة أفكاره كما يريد الآخرون، وهذا ما جعل الباحثون يقومون بتخصيص علمٍ كامل يهتم بحياة الانسان وتصرفاته وكل ما يتعلق به سُمّي بالعلوم الإنسانية، ولكن بالرغم من كون الانسان فعّال في كثيرٍ من الأمور إلا أنه كائن حي بالغ التعقيد لا يمكن حصر ردود أفعاله بشكلٍ دقيق 

 أنواع بحوث العلوم الإنسانية: 

1- بحوث إنسانية نظرية

يضع فيها الباحث فرضاً مستوحى من قراءاته السابقة في موضوع ما، ويحاول أن يدلل على صدقه بإبداء الآراء المؤيدة، ودحض بعض الآراء المعارضة، وإذا تأكد من ذلك؛ توصل الباحث إلى صدق فرضه، ومن ثم يحل أشكالاً، أو يقف على أسباب مشكلة ما، أو يتوصل إلى رأي مبتكر أصيل لم يسبقه إليه احد.

2-بحوث إنسانية ميدانية:

وهي التي يقوم الباحث فيها بوضع فرض مستوحى من قراءاته السابقة، أو من ملاحظاته للمجتمع، ويقوم بالتأكد من صحته بواسطة: النزول إلى الميدان، أو المجتمع، أو الجماعة، ويحاول أن يلاحظ الظاهرة مثال البحث، ويجمع البيانات عنها بالملاحظة المباشرة، أو الغير مباشرة، والمقابلة الشخصية، أو بتوزيع قوائم الأسئلة، أو الاستبيانات، التي يجاب عنها في حضوره، أو التي تملأ وتجمع باليد، أو بعد إرسالها بالبريد، ثم يقوم الباحث بتحليل البيانات إحصائياً؛ ليرى مدى الارتباط بين الظاهرة وما يقترحه من أسباب لها، فإن كان الارتباط قوياً، وجوهرياً؛ أمكن أن يقرر صحة الغرض، وإن كان غير ذلك يسقط فرضه، وعليه حينئذ أن يبحث عن فرض آخر.

3-بحوث إنسانية تجريبية:

وهي البحوث التي يقوم فيها الباحث بتحديد علاقة بين متغيرين أو أكثر، بواسطة الطرق التجريبية؛ أي بتصميم تجارب لقياس بعض العوامل، وملاحظة ما ينتج عند إدخال متغير، أو إدخال تغيير على أحد المتغيرات مع بقاء جميع المتغيرات الأخرى ثابتة، ومثل هذا النوع من البحوث يطبق بصورة واضحة، ومتقدمة في علم النفس.

 كيفية خلق أفكار لموضوع بحثي في اقل من ١٠ دقائق الجزء الثاني - ترجمة المنارة