المنهج الوصفي نبذة عامة عنه - المنارة للاستشارات

المنهج الوصفي نبذة عامة عنه

المنهج الوصفي نبذة عامة عنه
اطلب الخدمة

نبذة عامة عن المنهج الوصفي

من بين مناهج البحث العلمي المختلفة يأتي المنهج الوصفي كمنهج سهل الاستخدام ومتعارف عليه، إذ يعتمد هذا الأسلوب بشكل أساسي على عرض المعلومات كما هي على أرض الواقع، وهناك العديد من الدراسات التي تستلزم المنهج الوصفي لتنفيذها، و كذلك هناك طريقة استخدام لهذا المنهاج وهناك العديد من الأساليب التي تندرج تحت المنهج الوصفي، وكل هذه الأمور سنتطرق لها في سياق هذا الطرح الفكري.

 ما المقصود بالمنهج الوصفي؟ 

يقوم هذا المنهج على دراسة الظاهرة بأبعادها، أي من حيث أشكال الظاهرة التي يتناولها الباحث العلمي في البحث العلمي المتناول و كذلك خصائصها. حيث يقوم الباحث العلمي بتوصيف ظاهرة أو قضية معينة من جميع جوانبها، وذلك من أجل استنتاج الحلول وتحديد الأسباب والعوامل التي أدت لظهور هذه الظاهرة، بهدف التنبؤ بالمستقبل حول تلك الظاهرة.

حيث يتم استخدام هذا المنهج بشكل واسع؛ بسبب مزاياه العديدة المتمثلة في رصد ومتابعة الظاهرة بدقة كبيرة، وبكافة الطرق و كذلك الفترات الزمنية، من أجل التعرف على العوامل التي سبّبت هذه الظاهرة، و كذلك التوصل إلى نتائج تساعد القارئ في فهم الحاضر للظاهرة و كذلك التنبؤ بمستقبلها.


 ما هي خطوات تطبيق المنهج الوصفي؟ 

تأتي عملية تطبيق هذا المنهج وفقاً للعديد من الخطوات المتسلسلة من بداية البحث إلى نهايته، وتعتبر هذه الخطوات بمثابة اتجاه من بداية الطريق إلى آخره، والناظر إلى هذه الخطوات يدرك أنها عبارة عن تفسير تطبيقي لكثير من العناصر التي تم صياغتها في الخطة، والواقع أنه ليس هناك خطوات منهجية متفق عليها بخصوص استخدام هذا المنهج، ولكن هناك اجتهادات تمكن المختصون من خلالها الخروج ببعض التوصيات لتطبيق هذا المنهاج، وهذا ما ستعرضه النقاط التالية:

أولاً: أخذ المشكلة والقيام بتفسيرها وشرحها بشكل مفصل، حيث يقوم المنهج الوصفي بالنظر في مشكلة البحث العلمي ويصفها كما هي على أرض الواقع دون تغيير أو تبديل بأي من المشاهدات، وتعتبر هذه الخطوة هي عماد باقي خطوات هذا المنهاج.

ثانياً: لا يكتفي الباحث بوصف المشكلة فقط بل يتطرق لوصف الفرضيات المرتبطة بالمشكلة. و ذلك بالإمساك بكل فرضية ووصفها بربطه مباشرة بالمشكلة التي يتم دراستها. ويتم وصفها باعتبار الحالات المختلفة والتأثرات التي تكون ناتجة عن  حالات المشكلة.

ثالثاً: يقوم هذا المنهاج بأخذ المعلومات التي تم تجميعها، ويقم بفرزها ووصف مكنوناتها، و كذلك يتم تحديد موقع هذه المعلومات داخل مضمون البحث تمهيداً لإدراجها في أماكنها الصحيحة.

رابعاً: استخدام أسلوب صياغة يوحي بعرض الصورة للقارئ، وكأن الأمر أِبه ببث فيلم تسجيلي. ولهذا تعتبر اللغة السردية الأكثر مناسبة لتحقيق هذه الخطوة.

خامساً: يتم خلال هذا المنهاج تهيئة المعلومات الوصفية للدخول في عملية التحليل والنقاش. وذلك للحصول على مادة معرفية ذات تفصيلات وحيثيات كاملة، وصولاً إلى عرض النتائج التي توصل إليها الباحث.


 أسلوب المسح... أسلوب مهم من أساليب المنهج الوصفي:

يقوم الباحث العلمي بهذا الأسلوب بتجميع كل من البيانات والمعلومات الأولية المتعلقة بظاهرة معينة وبصورة منظمة. وذلك من أجل فهم ولا سيما تحليل سلوك المجتمع الذي يتم اتخاذ القرارات بناءً عليه. إذ يميز هذا المسح هو قدرة الباحث العلمي على جمع كميات كبيرة من المعلومات والبيانات عن ظاهرة محددة. مما يساعد الباحث العلمي في الوصول إلى نتائج معينة وبدقة عالية.


 أسلوب دراسة الحالة... الأسلوب الثاني لهذا المنهاج:

في هذا الأسلوب يعتمد الباحث على دراسة العينة أو الظاهرة عن قرب بالنظر إلى حيثياتها المكونة لها، فأول ما يقوم به الباحث في هذا السياق هو النظر في المشاهدات وكأنه يسجل بطاقة ملاحظة، و من ثم يقوم الباحث العلمي بتحديد أهداف الدراسة. وبعدها يقوم الباحث العلمي بإعداد مخطط الدراسة. و كذلك يقوم الباحث بعملية جمع الباحث العلمي للبيانات من مصادرها. و كذلك تنظيم الباحث للبيانات و كذلك عرضها وتحليلها. وأخيراً يأتي ضمن هذا الأسلوب كتابة كل من النتائج والتوصيات.


 الأسلوب الثالث للمنهج الوصفي.... تحليل المحتوي:

يعتمد الباحث العلمي باستخدامه لهذا الأسلوب على الوصف الدقيق. ولا سيما المنظم لمحتوى الظاهرة التي يتناولها الباحث في البحث العلمي. وذلك عن طريق تحديد المشكلة وأهدافها وأهميتها، بالإضافة إلى تحديد الباحث لمجتمع الدراسة. وذلك بواسطة الإجابة على كل من الأسئلة التي سبق صياغتها. حيث أن هذه الإجابات من شأنها أن تساعد على تصنيف محتوى المادة.


 الأسلوب الأخير من أساليب المنهج الوصفي... منهج الدراسات السببية المقارنة: 

هذا الأسلوب يتم فيه وصف الظاهرة بالدخول في أسبابها وآثارها. مع مقارنة الأسباب بعضها ببعض ومعرفة مدى منطقية اشتراك هذه الأسباب في حدوث الظاهرة. ويكشف الباحث العلمي بهذا الأسلوب عن ماهية الظاهرة التي يتناولها في البحث العلمي. و كذلك يقوم بتفسير المعلومات والبيانات التي توصل إليها الباحث، دون التفسير إلى كيفية وسبب حدوث الظاهرة. إذ يهدف هذا الأسلوب إلى فهم كل من المتغيرات والعلاقات بينهم. حيث أن هناك أشكال عدة لهذا الأسلوب متمثلة في التالي:

  1. طريقة الاتفاق في الحدوث: وفي هذه الطريقة يكون هناك اتفاق تام واجماع على أن الأسباب مجتمعة مسؤولة عن حدوث الظروف، على سبيل المثال الأحوال الاقتصادية والسياسية والمجتمعية لها تأثير على سير المسيرة التعليمية في بلد معين.
  2. طريقة الاختلاف في الحدوث: وفي هذه الطريقة يمكن الوصول إلى أن بعض الأسباب اتفقت في حدوث الظاهرة في حين اختلف بعضها الآخر.
  3. زيادة انتاجية العمال: وهذه الطريقة تنطلق بمعرفة الأسباب وراء الزيادة في الانتاجية للعمال، حيث تتبع أسلوب المشاهدة الوصفية للمستجدات الحاصلة على العمال، على سبيل المثال زيادة انتاجية العمال بسبب زيادة التحفيزات لهم.

خدمات البحث العلمي المنهج الوصفي

 المنهج الوصفي وعلاقته بالمنهج التحليلي: 

قبل كتابة أي شيء في هذه الفقرة، نريد منك أن تسأل نفسك سؤال وهو (لماذا جمع الكاتب بين هذين المنهجين؟)، أو (لماذا المنهج التحليلي بالذات الذي تم جمعه مع الوصفي؟)، فهذه الأسئلة ستثير التفكير بطابع الالتقاء بين هذين المنهجين، ويعتبر الجمع بين هذين المنهجين من أكثر المحددات التي يتم تنفيذها في الدراسات، بل قليلة هي تلك الدراسات التي يتم فيها استخدام المنهج الوصفي دون استخدام المنهج التحليل معه، والعلاقة بينهما باختصار هي علاقة تكميلية، بحيث يكمل المنهج التحليلي المنهج الوصفي، فالمعلومات يقدمها المنهاج الوصفي كما هي على أرض الواقع، وفي الغالب تكون هذه المعلومات بحاجة إلى فهم وشرح فيتم هنا استخدام المنهج التحليلي لتنفيذ هذه المهمة.

◀️ مزايا هذا المنهاج:

المنهج الوصفي يعكس العديد من المزايا، وهذه المزايا يمكنك معرفة كثير منها إذا تفكرت في طبيعة المعلومات التي يقدمها هذا المنهاج وطريقة صياغتها، حيث أن هذا المنهاج يعتمد كما أسلفنا على تقديم المعلومات كما هي في الواقع، وفيما يلي نعرض أهم هذه المزايا:

  1. تقديم المعلومات كما هي على الواقع يكسب المعلومات مصداقية عالية، و كذلك تكون هذه المعلومات محل ثقة من القارئ، بالتالي تكون معلومات داعمة للبحث بدقتها وسلامتها، إذ قليلاً ما يُكتشف وجود خطأ في المعلومات التي يقدمها هذا الأسلوب.
  2. الوصف ذاته يجعل القارئ يتخيل الظاهرة المدروسة وكأنها أمامه وينظر إليها، و كذلك الوصف يجعل لدى الباحث مجال واسع لتقديم المعلومات بأسلوب شيق غير رتيب.
  3. يتميز هذا المنهج بدقة تحديد المتغيرات فيه، إذ أن المتغيرات تكون ثابتة الوضوح كما هي على الطبيعة ولا حاجة لتخمينها.
  4. صياغة المعلومات باستخدام هذا المنهاج تكون ذات طابع سهل وجمالي نتيجة نقل المشهد من الحقيقة إلى البحث.
  5. يمكن من خلال هذا المنهاج الوصول إلى تفاصيل دقيقة جداً حول الظاهرة، يصعب على أي منهاج آخر الوصول إليها.
  6. من خلال هذا المنهاج يمكن اجراء المقارنات بشكل أكثر كفاءة، والحصول على نتائج حقيقية.
  7. إذا كانت الدراسة تحتوي على أكثر من ظاهرة، ومتطلبات هذه الدراسة تستوجب تفاعل هذه الظواهر بعضها مع بعض، فهنا يكون هذا المنهاج مناسب بشدة لتنفيذ الدراسة كونه يرى هذا التفاعل وينقله.

◀️ بعض سلبيات هذا المنهاج:

رغم وجود العديد من المزايا التي عرضنا جزء منها في الفقرة السابقة، إلا أن هناك بعض الجوانب السلبية الموجودة في هذا المنهاج، وأول هذه السلبيات هي إيجاد صعوبة في تنفيذ التجارب، إذ أن ذلك يتطلب التلاعب في طبيعة الظواهر، بالتالي صعوبة الوصول إلى الوصف الدقيق للتجارب، و كذلك من الصعوبات أنه يصعب على الباحث توقع وبناء النتائج بعضها على بعض في الدراسات التي تستخدم هذا المنهاج، وذلك لأن هذا المنهاج يعرض المعلومات كما هي بشكل خاص بالظاهرة التي يتناولها فقط، تظل مشكلة أن يكون الباث صادق في النقل من عدمه، إذ أن ميل الباحث إلى بعض الأمور أو نقله المعلومات بشكل يخالف الحقيقية كل هذا يجعل مزايا هذا المنهاج في تقديم معلومات دقيقة وقوية تذهب هباءاً، و أيضا من الصعوبات صعوبة كتابة نظرة استشرافية مستقبلية حول الموضوع الذي يتناوله الباحث، وذلك لأن الوصف يعتمد على النقل للظاهرة في وقتها الحالي فقط.


 أكثر الدراسات التي يعتبر المنهج الوصفي مناسباً لها: 

المنهج الوصفي يمكن استخدامه في كافة المجالات المعرفية بلا استثناء، ولكن تبرز العديد من المجالات التي يكون المنهاج الوصفي مناسباً لها بشدة، وهذه المجالات تكون متطلبة لوصف المعلومات كما هي في الحقيقية وتقديمها للقارئ ليستفيد منها، لأنه لو لم يتم وصفها كما هي لن تتحقق الفائدة، وفيما يلي نعرض نماذج من هذه المجلات:

  1. الدراسات الخاصة بعلوم الطبيعة: سواء التضاريس أو الجغرافيا بشكل عام أو الفلك وما شابه ذلك من معارف، بل إن الوصف هو أساس مثل هذه الدراسات، فالقارئ يريد أن يعرف الظواهر كما هي في الطبيعة.
  2. وصف التطور الانتاجي سواء بالسلب أو الايجاب: هذا المجال يتم خلاله وصف أداء العمال. ووصف خط سير الانتاج سواء كان هناك زيادة وكفاءة في الانتاج أم غير ذلك.
  3. الحالات المرضية: اذا أراد أن يعرف ما هي أعراض مرض الكوليرا على سبيل المثال. فلابد أن يجد أمامه معلومات تصف هذه الأعراض وصفاً دقيقاً.
  4. الظواهر المجتمعية: على سبيل المثال كانت الدراسة حول ظاهرة العنف في إحدى المجتمعات. لا بد للباحث من اعتماد المنهاج الوصفي في عرض هذه الظاهرة كما هي، وذلك ليضع القارئ في صورة الظاهرة.
  5. التنمية: إذا أراد شخص وصف التطور الحاصل في بلد معين، لا بد من أن يقوم بوصف هذه المظاهر ليؤكد على جوانب الحضارة والتنمية.

خاتمة المقال:

المنهج الوصفي يعتمد على أسلوب تقديم المعلومات عن الظاهرة أو المشكلة كما هي على أرض الواقع دون تغيير. ولهذا المنهج العديد من الأساليب التي تعتمد على تقديم المعلومات بعدة اعتبارات نظراً لكيفية الحصول على المعلومات وكيفية تقديمها. و كذلك هناك مزايا وسلبيات لهذا المنهاج.


 فيديو: المنهج الوصفي: ماهيته وأدواته وطرق تطبيقه 

  


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة