اطلب الخدمة
معايير وعناصر البحث العلمي
يُكتب البحث العلمي وفقاً لمعايير البحث العلمي الخاصة، حيث تعتبر معايير البحث العلمي مثل قواعد الهندسية لمن أراد بناء أي منزل. وهذه المعايير تأتي منقسمة على عدة محاور، ولعل سبب هذا التقسيم هو أن البحث العلمي نفسه مقسم لمجموعة من العناصر الأساسية. وفي هذا المقال سنقوم بإجمال معايير البحث العلمي بتقسيمها إلى عدة مجموعات، وسيتضح المقصد في سياق الفقرات القادمة….
لابد من الالتزام بمجموعة من المعايير الخاصة بكل عنصر من عناصر خطة البحث. حيث أن الخطة تحتوي على العديد من العناصر المكونة لها والمختلفة في المعلومات التي يحتويها كل عنصر. وضمن معايير البحث العلمي تأتي كتابة الخطة وفقاً للمعايير التالية:
أولاً: المشكلة: لابد أن تكون كتابة المشكلة وفقاً لتحديدها بالشكل الصحيح أولاً، ثم ارتباطها بكامل مضمون البحث من بدايته إلى نهايته، ولابد من التعريف بالمشكلة في سياق بسيط وسهل.
ثانياً: الفرضيات: المعيار الأساسي لكتابة الفرضيات في الخطة هو ارتباطها بالمشكلة، ولابد أن تكون مشتقة من المشكلة وتمثل كل فرضية إحدى جوانب المشكلة، كذلك يشترط كتابتها بأسلوب النقاط لا الفقرات.
ثالثاً: الأهداف: الواقعية من أهم معايير أهداف الدراسة، كذلك لابد أن ترتبط الأهداف بالنتائج والحلول النهائية للدراسة.
رابعاً: الأهمية: من معايير الأهمية أن تكون حقيقية وترتبط بالباحث والبحث والقارئ، كذلك لابد أن تكون الأهمية مرتبطة بالفرضيات والمتغيرات.
خامساً: الدراسات السابقة: ارتباط الدراسات السابقة بموضوع الدراسة، كذلك التوثيق لهذه الدراسات. واعطاء نبذة بسيطة عن كل دراسة يعتبر من معايير البحث العلمي الخاصة بالخطة.
سادساً: مصطلحات الدراسة: لابد أن تكون مصطلحات الدراسة مكتوبة بذكر المصطلح وأمامه التعريف. كذلك لابد أن يتم تحديدها وفقاً لأهميتها بالنسبة لموضوع البحث.
سابعاً المناهج: يُتشرط أن يتم تحديد المناهج بما يوافق متطلبات الدراسة، كذلك من المعايير أن يتم شرح سبب اختيار كل منهج من هذه المناهج.
ثامناً: العينة وأدوات الدراسة: لابد من ذكرها شاملة على الكمية والخصائص بالنسبة للعينة، وعلى النوع كيفية الاستخدام بالنسبة للأدوات.
الإطار النظري هو عبارة عن المحتوى الأكبر في الدراسة، ويحتوي على الفصول الدراسية بما فيها من عناوين رئيسية وفرعية وعمليات فكرية وبحثية، وضمن معايير البحث العلمي تأتي معايير خاصة بالإطار النظري والذي يتم خلالها بشكل أساسي مناقشة المشكلة والفرضيات للوصول إلى النتائج، وفيما يلي نعرض أهم هذه المعايير:
- لابد أن يرتبط كامل مضمون الإطار النظري بمشكلة الدراسة من بدايته إلى نهايته، وبما في ذلك كافة محددات المشكلة من فرضيات ومتغيرات وغيره.
- الإطار النظري يجب أن يشمل على طرح وافي للوصول إلى اثبات الفرضيات أو نفيها، إذ أن هذا من الوظائف الأساسية للإطار النظري.
- لابد أن يشتمل الإطار النظري على التنويع في أساليب طرح المعلومات، فتارة نقاش وتارة تحليل وتارة مقارنة… الخ، وذلك لأن كامل مضمون الإطار النظري يعتبر مضمون تفصيلي لا تلخيصي.
- لابد من مراعاة التسلسل الصحيح والمنطقي للمعلومات داخل الإطار النظري، وهنا لابد من التنويه إلا أن هذا التسلسل يأتي وفقاً لتحديد العناوين الرئيسية والفرعية للفصول الدراسية.
- الأمور التي أشارت إليها خطة البحث، لابد للإطار النظري أن يفصلها تفصيلاً شاملاً، على سبيل المثال الدراسات السابقة يوضح الإطار النظري آلية الاقتباس منها، كذلك مصطلحات الدراسة وكيفية توظيفها في المضمون، كذلك العينة وأدوات الدراسة.
- المتغيرات تعتبر من المكونات الأساسية التي لابد من ايضاحها في الإطار النظري، كذلك عملية التحليل الإحصائي.
- من معايير البحث العلمي أن يتم كتابة الإطار النظري بالحفاظ الكامل على التوثيق الداخلي في كامل مضمون الإطار النظري.
- لابد أيضا أن يتم ربط الإطار النظري كاملاً مع قائمة النتائج وفهرس المحتويات وقائمة المراجع.
ليست كل الدراسات السابقة يمكن الاقتباس منها واعتمادها ضمن عناصر البحث الأساسية. إذ لابد من وجود معايير ضبط وشروط لاختيار هذه الدراسات والاقتباس منها. والدراسات السابقة التي نعنيها هنا هي الدراسات الأساسية والتي تكون أهم دراسات قام الباحث ببناء محتواه عليها. وعادة ما تكون من 3 إلى 7 دراسات، وفيما يلي من نقاط نعرض أهم معايير اختيار وكتابة هذه الدراسات السابقة:
- المعيار الأول هو أن تكون الدراسات السابقة مرتبطة بمشكلة الدراسة الحالية بشكل كل أو جزئي، وذلك لأن المشكلة هي من تحدد المعلومات المراد الحصول عليها من الدراسات السابقة.
- لابد أن تكون الدراسات السابقة خالية من السرقة الفكرية، كذلك تحتوي على معلومات توثيق صحيحة.
- الدراسات السابقة لابد أن توفر قاعدة معلوماتية أساسية لموضوع البحث الحالي، بحيث يمكن المقارنة بينها وبين نتائج الدراسة الحالية.
- لابد أن تكون الدراسات السابقة معبرة عن الموضوع ضمن فترة زمنية محددة، بحيث تكون هذه الفترة موضحة لجانب مهم من تباين النتائج بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية.
المعايير الأخلاقية الخاصة بالبحوث ترتكز بشكل أساسي على حفظ حقوق الملكية الفكرية، إذ لا يجوز الاقتباس من أي مضمون علمي دون القيام بتوثيقه بشكل صحيح، وإلا فيكون بذلك الباث معرض لتهمة الانتحال، كذلك من المعايير الأخلاقية الابتعاد عن التصادم الفكري مع دراسات أخرى، على سبيل المثال نجد بعض الباحثين يعرض وجهة نظره في الموضوع، ومن ثم يأتي بالرأي الآخر الذي ورد في دراسة أخرى ويقوم بنقده نقداً لاذعاً لا يحترم أخلاقيات النقد التي من المفترض أن تكون نقداً بناءاً بالحجة والدليل، كذلك من المعايير الأخلاقية أن يبتعد الباحث عن اختيار المواضيع البحثية التي تثير بعض التحفظات لدى بعض الأشخاص مثل التجريح في بعض القوميات أو اثارة الفتن والمشكلات.
ومن المعايير الأخلاقية أيضا أن يحترم الباحث عقلية القارئ، وذلك بتقديم طرح يتلاءم مع وظيفة البحث العلمي. ولابد أيضا أن تكون كل معلومة يكتبها الباحث في بحثه صادقة ومبنية على أساس علمي. ويجب القيام بالتوثيق وفقاً لأسسه ومقتضياته العامة. على سبيل المثال توثيق من قام بترجمة المحتوى المقتبس منه في حال كان المحتوى مترجماً، وغير ذلك الكثير من أسس التوثيق.
كانت الفقرات السابقة عبارة عن تعريف بمعايير البحث العلمي من حيث عناصر البحث الأساسية، ولكن يظل السؤال هنا (كيف يمكن تطبيق هذه المعايير؟)، ولا يمكن الوصول إلى اجابة جازمة عن هذا السؤال، ولكن يمكن أن نصل إلى مجموعة من النصائح التي تساهم في تطبيق هذه المعايير، وهذه النصائح هي:
- العلم بهذه المعايير وفقاً لعناصر البحث، يعتبر الخطوة الأساسية في تطبيقها. فإن كان فاقد الشيء لا يعطيه فإن الغير عارف بالشيء لن ينفذه.
- النظر إلى المجال البحثي على أنه مجال انساني وجداني، إذ أن احترام هذا المجال يعتبر من احترام الانسان لذاته ونفسه.
- مراجعة المضمون البحثي من بدايته إلى نهايته وعرضه على هذه المعايير. فكثيرة هي الحالات التي لا يلتزم بها الباحثون بهذه المعايير من غير قصد.
- التوثيق من أهم المعايير التي لابد للباحث لزاماً أن ينفذها. ولهذا الحرص على تحديد معلومات التوثيق لكل اقتباس أولاً بأول يساهم في تحقيق هذا المعيار الأساسي.
- قراءة الأبحاث الاحترافية التي تمت كتابتها وفقاً لهذه المعايير يعتبر من الأمور التي تزيد من اقبال الباحثين على تحقيق هذه المعايير.
- تدريس هذه المعايير ضمن المساقات العلمية في الجامعات، والتأكيد على ضرورة الالتزام بها. والقيام بعملية تحكيم متكاملة لها لأي دراسة أكاديمية.
- معرفة عواقب عدم الالتزام بهذه المعايير، حيث لابد أن تتنبه لجنة التحكيم لهذه المعايير، ورفض أي بحث غير ملتزم بها.
لا شك أن كتابة مشكلة البحث تتطلب العديد من المعايير الذي يجب على الباحث العلمي اتباعها من أجل كتابة مشكلة البحث بصورة سليمة. حيث تتضمن معايير كتابة مشكلة البحث كما هو موضح أدناه:
لا بد أن يراعي الباحث العلمي أن مشكلة البحث يجب أن تكون عبارة محددة وواضحة وتربط بين القضية أو الظاهرة التي يتناولها الباحث في بحثه العلمي وبين قضية أو ظاهرة أخرى لها تأثير عليها. يمكن أن يعرض الباحث مشكلة البحث على هيئة سؤال واضح غرضه الاستفسار.
لا بد أن يراعي الباحث العلمي أن تحتوي مشكلة الدراسة على تعريفات محددة وواضحة لمصطلحات ذات صلة وثيقة بمشكلة البحث. ولا شك أن هذا يتطلب أن يكون الباحث العلمي مطلِّعًا على العديد من الدراسات والأبحاث السابقة التي تتناول نفس مشكلة البحث. وذلك من أجل تزويد الباحث العلمي بالأسباب الكثيرة الخاصة بمشكلة البحث وعوامل مشكلة البحث والنتائج التي تؤدي إليها مشكلة البحث. يجدر بالذكر بأن الباحث يقوم بقراءة الأبحاث السابقة حول نفس مشكلة الدراسة. وذلك لأن الأبحاث السابقة تزود الباحث العلمي بالمعرفة. والمعلومات الكافية التي من شأنها تمنع حدوث لبس لدى القارئ. فالأبحاث السابقة الذي تحتوي على نفس مشكلة البحث تكون واضحة العبارات والمفردات والذي يمكن للباحث أن يقتدي بها عند كتابة مشكلة البحث الخاصة ببحثه العلمي.
يجب على الباحث العلمي أن يحدد المتغيرات الخاصة بالدراسة. حيث يراعي الباحث العلمي الجيد مدى أهمية أن تكون مشكلة البحث تحتوي على كل من المتغير المستقل والمتغير التابع. ولا سيما أن هناك العديد من الأبحاث العلمية التي تتميز مشكلة البحث خاصتها في بأنها تحتوي على العديد من المتغيرات. أي المتغير المستقل والمتغير التابع والمتغير المتوسط والمتغير الدخيل. وتجدر الإشارة هنا إلى أن ذلك يعتمد على كل من مجتمع وعينة الدراسة. ولكن هناك علاقة طردية بين كل من عدد المتغيرات وتعقيد المشكلة. حيث تزداد مشكلة البحث صعوبةً وتعقيدًا بزيادة عدد المتغيرات التي تحتويها مشكلة البحث؛ وذلك لصعوبة الربط بين تلك المتغيرات ومشكلة البحث ذاتها. لذا، من المهم أن يراعي الباحث العلمي بألّا يتجاوز عدد المتغيرات الخاصة بالبحث عن أربعة.
إن قابلية البحث والتحري حول مشكلة البحث من أهم المعايير الذي لابد أن يأخذها الباحث العلمي بعين الاعتبار. أي لا بد من توفر المعلومات الكافية من مصادرها الأصلية. حيث تشكل مشكلة البحث القضية الهامة والتي تستحق كل الجهود الذي يبذلها الباحث العلمي من أجل الكشف عن أسبابها وعوامل. بالتالي الوصول إلى النتائج التي بدورها تحد من انتشار مشكلة البحث ممّا يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة من البحث العلمي. والذي كان الباحث قد حددها منذ بداية الكتابة البحثية.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي