ماهي مشكلة البحث العلمي وشروطها؟ - المنارة للاستشارات

ماهي مشكلة البحث العلمي وشروطها؟

ماهي مشكلة البحث العلمي وشروطها؟
اطلب الخدمة

ماهي مشكلة البحث العلمي وشروطها؟

مشكلة البحث العلمي تتضح بالنظر إلى التطورات العالمية والتكنولوجية في جميع المجالات ما هو الا نتيجة خلاصة سهر وتعب وجهد الباحثين من بحث وفحص واختبار حول موضوع معين، وكم كان ذلك صعبا عليهم في ذلك الوقت وبعد سنوات من البحث أن يتوصل الباحث لضوء صغير في ظلمة الأفق يمكنه من الحصول على نتاج جهده ويتمكن من الوصول إلى بلورة المشكلة، تعد مشكلة البحث اهم خطوة في كتابة البحث العلمي والتي يجب على الباحث التركيز عليها نظرا لكونها السبب الرئيسي لإجراء البحث، ولذلك يجب على الباحث أن يكون ماهراً في تحديد ماهي مشكلة البحث بكل عناية وتركيز على ان يعمل على توضيح أسباب التي قادته لاختيار مشكلة البحث، وكذلك توضيح النتائج التي يتوقع ظهورها بعد القيام بعرض الحلول التي توصل إليها الباحث، وحتى يتمكن الباحث من اعداد بحثه العلمي عليه السير وفق منهجية محدد وواضحة متمثلة في عدة عناصر، وأهمها  تحديد مشكلة البحث وصياغتها.


 تعريف مشكلة البحث العلمي: 

المشكلة هي عبارة عن حدث مخل بأنظمة السير الصحيحة للظواهر، بالتالي المشكلة تكون عرضة للشعور بها حسياً أو التفطن لها فكرياً، والمشكلة في البحث العلمي هي ذاتها الموضوع الذي يشعر به الباحث ويقوم بدراسته وتجنيد كافة اجراءات البحث للوصول إلى حيثياته وحلوله، وإذا أردنا وضع تعريف اصطلاحي لمشكلة البحث العلمي فيمكن القول بأنها عبارة عن جملة اخبارية استفهامية تستفسر العلاقة بين متغيرين او اكثر وجواب هذه التساؤل هو الهدف من اجراء هذا البحث.

وفيما يلي نضع مجموعة من النقاط الموضحة لعدة جوانب خاصة بالتعريف بالمشكلة:

  1. بداية نريد الاتفاق بخصوص أن المشكلة والموضوع هما مصطلحان لنفس المقصد، بمعنى آخر سواء قلنا مشكلة أو موضوع الدراسة.
  2. المشكلة تكون مرتبطة بكافة عناصر البحث العلمي بلا استثناء، بل إن المعلومات الداخلية في الدراسة كلها تدور حول المشكلة.
  3. المشكلة تكون محددة تحديداً دقيقاً، ولكن في البحث لا يتم اقتصار الطرح العلمي على المشكلة بحد ذاتها. بل يشمل ذلك الطرح التوسع للوصول إلى فرضيات وجوانب المشكلة ودراستها بشكل معمق.
  4. يمكنك التعرف بشكل مباشر على الوجه العام للمشكلة بمجرد قراءة عنوان الدراسة. بمعنى آخر أن العنوان في كينونته التحريرية ومعانيه ما لا يقل عن 95% من مفهوم المشكلة.

 كيف يمكن تحديد مشكلة البحث: 

وإن الخطوة الجوهرية في البحث العلمي هي تحديد مشكلة البحث، والتي يسعى الباحث إلى دراستها، والتعرف على مدلولاتها وأبعادها بصورة دقيقة، كذلك تحديد الأحداث التي تظهر فيها المشكلة، سواء كانت تحديات أو صعوبات في المعلومات الموجودة، أو وجود تناقض واختلاف بينهما، ولابد من وجود تفسيرات علمية يذكرها الباحث لدراسة ماهي مشكلة البحث، وذلك لكي تتم إعادة الدراسة لها، مما ينتج عنها إضافة علمية جديدة في مجال موضوع البحث.

حيث أنه يمكن تحديد مضمون مشكلة البحث من الناحية العلمية بأنها سؤال عام يتم طرحه من جهة الباحث والذي يتعلق بالموضوع الذي يراود باله وذهنه، حيث يقوم بتفصيل السؤال إلى جزئيات، يقوم الباحث من خلالها بالإجابة عن السؤال العام للبحث، فمشكلة البحث تعبر عن أي شيء من المحتمل أن يثير التساؤل، أي كل ما يظهر أنه بحاجة ماسة للدراسة والبحث، حيث أن صياغة مشكلة البحث تعني تعريف المشكلة وتوضيحها بالضبط وتوضيح معالمها ووضعها في مجراها الفكري، حيث أن صياغة المشكلة تهدف الى طرح أسئلة حول مواقف أو أحداث الهدف منها ادراك الإجابات الصحيحة في إطار يسمح بعملية بحثه واستقصاؤه.

وبما ان الخطوة الاولى من اعداد البحث العلمي هي تحديد مشكلة البحث التي يسعى الباحث الى دراستها والتعرف على ابعادها وتوضيح مشكلة البحث بشكل جلي، وايضا على الباحث توضح المبررات والاسباب التي دفعته لإجراء هذا البحث والنتائج الذي يتوقع الباحث تجليها بعد ان يقوم بحل المشكلة البحثية، وحتى تكون دراسته اضافة علمية او نقلة تطورية في المجال الذي يخص بحثه عليه ان يقوم بالاطلاع على الدراسات السابقة ودراستها وتحديد المحاور التي تربط دراسته بها.

مما سبق نستنتج ان مشكلة البحث تتمحور حول الاستفسار عن موضوع معين واختيار المرادفات بشكل دقيق يصب في تفسير التساؤلات في مشكلة البحث، وحتى يستطيع الباحث المضي قدما وفق المنهجية السليمة لإعداد البحث العلمي عليه الالتزام بمجموعة من الشروط او الخطوات المهمة لتحقيق ذلك.

المساعدة في كتابة خطة البحث العلمي ماهي مشكلة البحث العلمي وشروطها؟

 كتابة المشكلة في خطة البحث: 

أول العناصر الرئيسية لخطة البحث هي المشكلة، حيث تكتب المشكلة أولاً ويتم تحديدها. وبعد ذلك يتم اشتقاق باقي العناصر منها لاسيما الفرضيات والمصطلحات. وفي خطة البحث تتم عملية كتابة المشكلة بذكرها أولاً كما هي ومن ثم النزول مقدار مسافة واحدة إلى الأسفل وكتابة فقرة تعريفية عنها. وفي هذه الفقرة التعريفية تتم عملية ماهية المشكلة وسبب اختيارها. وكيف سيقوم الباحث بتناولها في سياق الدراسة التي يقوم بإعدادها.


 القيام بتحديد مشكلة البحث العلمي يلزمه الالتزام بمجموعة شروط... هذه هي الشروط: 

بشكل مباشرة رسخ لديك هذه العبارة (وجود خطأ في تحديد مشكلة الدراسة يعني وجود أخطاء في كامل مضمون الدراسة بلا استثناء)، ويتضح من هذا أنه لابد أن يتم تحديدها بشكل متقن ينبني على قواعد وضوابط منهجية، وقبل أن نبدأ في سرد هذه الشروط نريد أن نقول أن هذه الشروط تتطلب بشكل مسبق لتحقيقها أن يكون الباحث مؤمناً بالمشكلة، و كذلك يتطلب تحقيق الشروط شعور الباحث بالمشكلة بالحس وإن لم يكن بالحس فبالفكر كحد أدنى، و كذلك لابد أن يكون الباحث قد اقتنع تماماً بقدرته الكاملة على دراسة هذه المشكلة دون وجود أي مشكلات، والآن ننتقل لنعرض مجموعة من أهم الشروط التي لابد أن تتبعها في تحديد موضوع الدراسة:

  1. الموضوعات المكررة تعتبر موضوعات غير مقبولة علمياً وجماهيرياً، ولأنه وبسبب بسبب تم تناولها ودراستها من قبل ولا حاجة لإعادتها، ولذلك على الباحث أن يسأل نفسه سؤالين لتحقيق شرط الريادية أو التجديد وهذين السؤالين هما (هل سبق وأن تم تناول المشكلة التي سأتناولها في بحث؟ هل هناك شيء جديد سأضيفه من خلال بحثي؟).

يجب ان تكون البيانات والمعلومات الخاصة بموضوع البحث متعلقة بشيء متاح حيث يتمكن الباحث من استخدامها وتحليلها او دراستها بشكل واقعي. بمعنى آخر ألا تكون من وقع الخيال أو المستحيل.

  • ومن المهم أن يكون موضوع مشكلة البحث مرتبط بميول الباحث العلمية لان لذلك الاثر الاكبر في نجاح البحث عندما يكون الدافع وراء اجراء البحث ينبع من نفس الباحث وميوله العلمية ورغبته.
  • ضبط المتغيرات الاساسية والمتغيرات الداخلية ومراعاة المبادئ العلمية لصياغة الموضوع حتى تكون الدراسة ذات نسق ومحور أساسي ترتكز إليه، هذه الأمور مجتمعة لابد للباحث أن يعرضها على نفسه ويرى قدرته على تحقيقها قبل اعتماد الموضوع الذي قام باختياره.

أضف إلى ذلك:

  • ومن الضروري في مشكلة البحث توضيح الفجوة بين ما هي مشكلة البحث والدراسات السابقة وجهود العلماء المتعلقة بظهور هذه الفجوة التي ترتبط بها، بحيث تكون قابلة للقياس والبحث من حيث الادوات والوسائل فمشكلة البحث هي التي تحدد أياً منها ولهذه النقطة اهمية كبيرة يجب ان نتطرق لها وهي اهمية الدراسات السابقة في تحديد مشكلة البحث حيث انها: توفر للباحث بلورة مشكلة البحث وتحديد الابعاد والمجلات و كذلك تزود الباحث بالكثير من الافكار والوسائل والإجراءات.
  • نرى وجود قاعدة معلوماتية مسبقة من الدراسات السابقة والمراجع، يمكن للباحث دراسة الموضوع في ضوئها، ولذلك الموضوع الذي يختاره الباحث لابد وأن ينظر في مدى توافر المخزون المعلوماتي له، و كذلك لابد أن تكون أماكن اقتباس المعلومات مضمونة وصحيحة المعلومات والنتائج، و كذلك لابد للباحث في هذا السياق أن يرى القدرة على دراسة العينة الخاصة بالموضوع وتقديم معلومات جديدة تكون من إعداده.

 صياغة مشكلة البحث العلمي 

لصياغة مشكلة البحث أهمية لا يقل شأنها على أي من خطوات اعداد البحث العلمي فهي تعتبر علم وفن. حيث ان صيغتها بشكل واضح ومفهوم ومحدد يعبر عن مضمون المشكلة ومجالها. وتساعد الباحث في تحديد مشكلته وجمع البيانات المتعلقة بها كما وتساعد الباحث في اختيار مصادر هذه المعلومات. ويشرط على الباحث اختيار المرادفات والمصطلحات التي تعبر عن مضمون مشكلة البحث. حيث يجب صياغتها بطريقة اخبارية. أو عن طريق استفهامية نحدد ابعد المشكلة من نقطة البداية الي نقطة الوصول للنتائج المرجوة. وتتم صياغة مشكلة البحث بأحدي الطريقتين:

الطريقة الاولى:

هي صياغة مشكلة البحث بجملة اخبارية تقديرية: وذلك من خلال كتابة الموضوع على شكل جملة مباشرة لا تشمل أي من أدوات الاستفهام، ولا تتطلب الحصول على اجابة في سياقها.

الطريقة الثانية:

صياغة مشكلة البحث على شكل سؤال، يستخدم في هذه الطريقة أداة استفهام أول الجملة ويضع علامة الاستفهام آخرها، وغالباً ما تكون هذه الجملة رابطة بين متغيرين.


 مبادئ صياغة موضوع الدراسة:

المبادئ الخاصة بصياغة موضوع الدراسة، تكون عبارة عن مسلمات لابد من اعتمادها أثناء كتابة الموضوع سواء في الخطة أو التطرق له في سياق الإطار النظري، ومن المبادئ أن يتم اختيار المصطلحات والمرادفات الوضحة والدقيقة عند صياغة مشكلة البحث. و كذلك صياغة ماهي مشكلة البحث بشكل تقريري أي طرحها بإحدى الطرقتين التي سبق ذكرهم. أيضاً ان تشمل صياغة مشكلة البحث على وجود متغيرات للدراسة. كما يجب ان صياغة مشكلة البحث تكون قابلة للدراسة والاختبار المباشر.

ملحوظة هامة:

إن صياغة مشكلة البحث تتطلب إعادة صياغة التعريفات بشكل واضح للمصطلحات التي ترتبط بعلاقة متينة بصياغة ماهي مشكلة البحث. حيث أن ذلك يتطلب القيمة المعرفية التي يجب على الباحث أن يمتلكها بخصوص موضوع البحث. كذلك محاولة استخدام الأساليب والطرف التي تعتمد على العصف الذهني. وذلك لكي يتم الابتعاد عن المشاكل التي تتمثل بعدم وضوح الموضوع أو العنوان. مما يؤدي إلى حدوث إشكالية في الفهم لدى المتلقي.

بعد الوضوح للصورة العامة لموضوع البحث، يستعد الباحث للانتقال لمستوى لآخر من البحث. حيث أنه يستوفي الفكرة العامة للموضوع، ويبلور كل ما لاحظه وقرأه في قالب يتمثل بإشكالية البحث. والتي تكون قابلة لعملية البحث والمعالجة، وكذلك يجب أن يتم تحديد المتغيرات المتعلقة بالدراسة. حيث يجب أن تتمحور مشكلة البحث عن العلاقة بين متغيرين أحدهما مستقل، والآخر تابع. حيث يشكل المتغير التابع المحور الأساسي للبحث وموضوعه. أما المتغير المستقل هو الذي ينعكس تأثيره على المتغير التابع بأي تغيير قد يحصل. كذلك يجب أن تمتلك المشكلة القابلية للبحث، والتي يجب أن تستوفي المعلومات الكافية التي تحتاجها العملية البحثية. حيث تشكل قضية محورية وأساسية تستحق التعب والعمل الذي سيقوم الباحث ببذله حولها.


 فيديو: مشكلة البحث أو مشكلة الدراسة 

 


لطلب المساعدة في إعداد رسالة الماجستير أو الدكتوراة يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة