أنواع المنهج الوصفي الخمسة - المنارة للاستشارات

أنواع المنهج الوصفي الخمسة

أنواع المنهج الوصفي الخمسة
اطلب الخدمة

أنواع المنهج الوصفي الخمسة وطرق اتباعه

يعتبر المنهج الوصفي من أكثر مناهج البحث العلمي استخدامًا وانتشارًا في دراسة البحث العلمي؛ ويرجع ذلك إلى شمولية المنهج الوصفي وكذلك المرونة والقدرة الذي يتميز بها البحث العلمي القائم على مشكلة أو ظاهرة أو قضية تجسد أرض الواقع؛ لكي يتم وصفها وصفًا صحيحًا ودقيقًا من خلال التعرف على أسباب وعوامل التي أدت إلى هكذا مشكلة؛ لكي يقوم الباحث العلمي بتحليلها ومقارنتها مع المشكلات الواقعية الأخرى وتقييمها. حيث يتنوع المنهج الوصفي إلى عدة أنواع، بالإضافة إلى أن هناك طرقًا مختلفة من شأنها أن تساعد الباحث العلمي على اختيار نوع محدد من أنواع المنهج الوصفي أو المنهج النوعي لاتباعه خلال اختيار مشكلة البحث العلمي وكذلك في مرحلة تجميع المعلومات اللازمة للبحث العلمي ومن ثم دراستها وتحليلها للوصول إلى النتائج المرجوة من كتابة البحث العلمي. يتناول هذا المقال أولًا أنواع المنهج الوصفي، وبعد ذلك تحديد طرق المنهج الوصفي.

 يتمثل أول أنواع المنهج الوصفي في المنهج المسحي، حيث يقوم الباحث في دراسته التي تتبع هذا النوع من المنهج الوصفي بدراسة الظاهرة أو المشكلة ضمن بيئة محددة ومجتمع معين؛ من أجل القيام بجمع المعلومات وتحليلها ومن ثم إظهار النتائج الهادفة إلى تحقيق التقدم في مجتمع الدراسة. يجدر بالذكر بأن الدراسة التي تتبع هذا النوع من المنهج الوصفي، تسمى الدراسة الوصفية التي لها أنواع عدة. أولًا، الدراسة المسحية التعليمية، وهي الدراسة التي تتعلق المجال التعليمي، إذ يختار الباحث العلمي مشكلة تتعلق بالتعليم وكذلك يقوم برسم الخطط التي تهدف إلى تطوير العملية وبالتالي زيادة كفاءتها. إن الدراسة المسحية المتعلقة بالوصف المنهجي ترتبط بالجوانب الإدارية ولا سيما المتعلق منها بالتعليم والقانون بالإضافة إلى الجوانب المالية. حيث أنها تهتم بالجوانب المرتبطة بتطوير وتقديم الخدمات ذات الصلة بتطوير العملية التعليمية وتزيد من قدرة المعلمين على اختيار الأسلوب الصحيح في التعامل مع المنهج والطلاب ومراعاة الفروق الفردة بينهم. ثانيًا، الدراسة التي تهتم في تحليل الوظائف، حيث تهتم هذه الدراسة والتي تتبع المنهج الوصفي بتجميع المعلومات المتعلقة بواجبات المعلمين ومطالبهم والصعوبات، بالإضافة إلى توفير الجو المناسب للمعلمين لممارسة العملية التعليمية وبالتالي تحديد الأجور العادلة التي تتلاءم مع التعب الذي يبذلونه، علاوة على ذلك، يهتم هذا النوع من المنهج الوصفي بوضع المعلم المناسب في المكان المناسب من حيث الاختصاص والكفاءة والأقدمية. ثالثًا، الدراسة المسحية التي تتعلق بالمنهج الوصفي وهي المرتبطة بتحليل مضمون موضوع الدراسة وحقائقه، فهي تتميز بدراسة الواقع بشكل غير مباشر، فيقوم الباحث بتجميع المعلومات من مختلف الوثائق والكتب والسجلات والمطبوعات والتقارير والصوتيات، إلخ من المصادر. حيث يقوم الباحث بتحليل المعلومات والبيانات من أجل الخروج بنتائج تعمل على إيجاد الحل المناسب لمشكلة الدراسة. رابعًا، وهي الدراسة التي ترتبط أيضًا بالمنهج المسحي التابع للمنهج الوصفي التي تتمثل في دراسة الرأي العام حول قضية أو مشكلة الدراسة؛ لكي يحصل الباحث على الرأي العام بعد استخدامه الأداة المناسبة من أدوات البحث، مثل: المقابلة والاستبيان.

يتمثل ثاني أنواع المنهج الوصفي في دراسة العلاقات والروابط المتبادلة، حيث تُقسّم هذه الدراسة إلى ثلاثة أنواع المتمثل أولها في دراسة الحالة التي تتم خلال شخص واحد على الأقل وذلك خلال مدة محددة بشكل مسبق؛ وهذا من أجل الكشف عن الظاهرة أو السلوك أو المشكلة في الدراسة. أما فيما بتعلق بالنوع الثالث من المنهج الوصفي، فهو المنهج الذي تتبعه الدراسة المقارنة للأسباب، حيث يقوم الباحث بدراسة مجموعتين أولها تتبع سلوك محدد وثانيها مجموعة أخرى لا تقوم بالسلوك ذاته، ويعد الهدف الأساسي من هذا النوع من الدراسة هو تحديد أسباب ظهور ذاك السلوك. أما النوع الرابع من أنواع المنهج الوصفي، فهو المنهج الذي تتبعه الدراسات الارتباطية التي بها يحدد الباحث العلاقة بين متغيرين أو أكثر، مع تحديد نوع العلاقة بين المتغيرات. لا سيما النوع الأخير تتبعه الدراسات التطويرية بأنواعها دراسات النمو بتحديدها للنمو العقلي والاجتماعي ودراسات الاتجاه حول دراسة الظاهرة من الماضي للحاضر وصولًا للمستقبل.

https://www.manaraa.com/

 

► لعل أهم الطرق النوعية الخمسة التي تساعد الباحث العلمي في جمع معلومات البحث العلمي تتمثل في التالي:

   1. الوصف (Ethnography).

يعد الوصف من أكثر الطرق النوعية انتشارًا وتطبيقًا من قبل باحثي الدراسات التي تعتمد على المنهج الوصفي. حيث يقوم الباحث العلمي بدراسة وكذلك وصف مشكلة البحث العلمي من عدة جوانب وذلك اعتمادًا أهداف الباحث العلمي من كتابة الدراسة فيقوم بوصف المشكلة اعتمادًا على وصفه لثقافة مجتمع الدراسة والتحديات التي تواجهه فيما يتعلق بموضوع البحث العلمي. بالإضافة إلى ذلك بأنه تتميز هذه الطريقة بدمج الباحث العلمي في جذور ثقافة مجتمع الدراسة من أجل جمع المعلومات بدلًا من الاعتماد على المقابلات أو الاستطلاعات، أي يقوم الباحث العلمي بوصف مشكلة الدراسة ذاتها التي تواجه مجتمع الدراسة من خلال اختبار بيئة مجتمع الدراسة أولًا والعمل على جمع المعلومات عن طريق المراقبة. فإذا تم أخذ دراسة احتياجات واستخدام العملاء لمنتج معين على سبيل المثال، فإن الباحث العلمي هنا غير ملزم بكتابة فرضيات لاختبارها، فيقوم مباشرةً بالمراقبة والتطلع حول كيفية استخدام المنتج.

   2. السرد (Narrative).

يقوم الباحث العلمي هنا باتباع نهج السرد، أي كتابة سلسلة الأحداث ولا سيما أن الباحث العلمي يعتمد على شخص واحد أو شخصين من أجل تشكيل قصة متماسكة الأحداث. إذ يقوم الباحث العلمي بإجراء المقابلات وقراءة الوثائق للحصول على المعلومات الضرورية لكتابة البحث العلمي. لذا يمكن القول بأن الباحث العلمي يتبع هذه الطريقة لتوضيح قصة فردية حول مشكلة تواجه الأفراد. حيث يقوم الباحث العلمي بإجراء المقابلات مع أفراد معينة ولا سيما أن تلك المقابلات الفردية تأخذ وقتًا على مدار أسابيع أو شهور أو حتى سنوات، ولا يشترط أن يكون السرد مرتب زمنيًا، إذ يقوم الباحث العلمي باتباع الأسلوب الذي يريد من أجل تقديم الأحداث كقصة تتناول مشكلة البحث العلمي، حيث يمكن للباحث العلمي بأن يوفق بين القصص المتضاربة وبالتالي تسليط الضور على التوترات والتحديات التي بدورها أن تصل بالباحث العلمي إلى كتابة بحث علمي قائم على طريقة السرد على نحوٍ مبدع. فإذا اتخذ الباحث العلمي طريقة السرد، فإنه يقوم بالمقابلات المتعمقة بالأحداث من أجل بناء الشخصيات من خلال مجموعة من الأساليب، فإن المقابلات مع الأفراد تحدد التفاصيل التي تساعد الباحث العلمي في وصف مشكلة وكذلك مشكلة البحث العلمي.

   3. الظاهراتية (Phenomenological).

يقوم الباحث العلمي باختيار هذه الطريقة النوعية باستخدام مجموعة من الأساليب مثل اجراء المقابلات أو قراءة المستندات أو مشاهدة مقاطع فيديو أو زيارة الأماكن؛ وذلك من أجل وصف الحدث أو مشكلة الدراسة حسب المعلومات التي يحصل عليها الباحث العلمي وكذلك يعتمد الباحث العلمي على وجهة نظر المشاركين وذلك من أجل معرفة دوافع انتشار الظاهرة من وجهة نظرهم. فهنا الباحث العلمي يجري الكثير من المقابلات وعادة يتناول العديد من المواضيع التي ترتبط بالظاهرة التي يتناولها في البحث العلمي وعادة تكون ما بين 5 و25 موضوعًا مشتركًا؛ وذلك من أجل انشاء مجموعة معلومات وبيانات كافية للبحث وتزويد القارئ حول أهم الموضوعات التي تتعلق بظاهرة البحث العلمي. حيث تهدف الدراسة التي تعتمد على الظواهر (الدراسة الظاهرية) إلى فهم تجربة الطلاب حول ذات الظاهرة بشكل أفضل وكذلك كيفية تأثير ذلك على فهم البحث العلمي كله. إذ تعد الظاهراتية مدرسة فكرية تركز الانتباه على التجارب الذاتية للبشر وتصوراتهم عن العالم، وذلك أن الباحث يود أن يفهم كيف يبدو العالم للآخرين.

   4. النظرية التجذيرية (Grounded Theory).

يقوم الباحث العلمي باتباع هذه الطريقة في الدراسات التي تتطلع إلى تقديم تفسيرات حول أحداث معينة أو حول مشكلة البحث، حيث تشمل هذه التفسيرات أسباب حدوث مشكلة البحث العلمي وكذلك عوامل انتشارها، حيث يعتمد الباحث العلمي في هذه الدراسة على تقنية الترميز المفتوح والمحوري اللازم لتحديد الموضوعات وبناء النظرية. حيث يكون عدد أفراد العينة في هذا النوع من الدراسات كثير أي بين 20 و60؛ وذلك من أجل تحسين انشاء النظرية. حيث يمكن أن تساعد هذه الدراسة القارئ في كيفية اتخاذ قرارات التصميم وذلك من خلال فهم أفضل حول كيفية تعامل مجتمع الدراسة مع موضوع البحث العلمي. فإذا كان البحث العلمي حول دراسة نظرية مؤسسية لكيفية استخدام مطوري البرامج لبوابات التواصل الاجتماعي وكذلك كتابة التعليمات البرمجية، فإن الباحث العلمي يقوم بالبحث حول كيفية انشاء بوابات التواصل الاجتماعي في البداية ومن ثم يقوم بشرح المعلومات التي يحصل عليها من مجتمع الدراسة. إذ ينشغل الباحث بعدها بالتمحيص والتلخيص، ثم تتجه جهوده نحو مفهوم مركزي يخلص في نهايته إلى توضيح مدروس بعناية كافية للظاهرة موضوع الدراسة.

   5. دراسة الحالة (Case Study).

يقوم الباحث العلمي باتباع هذه الطريقة عند ارتباط موضوع البحث العلمي المتناوَل في تفسير منظمة أو كيان أو شركة أو حدث. حيث تشتمل دراسة الحالة على فهم عميق وذلك من خلال أنواع متعددة من مصادر البيانات، حيث يمكن أن تكون دراسة الحالية عبارة عن دراسة توضيحية لأمر ما في شركة أو كيان معين أو دراسة استكشافية أو وصفية أي تصف حدث أو مكان ما. حيث يمكن على سبيل المثال أن تكون دراسة الحالة عن كيفية قيام شركة كبيرة متعددة الجنسيات بطرح أساليب معينة في بيئة تطوير ذكية مفيدة للعديد من المؤسسات.

 

► الجدول أدناه يلخص ماهية الاختلاف بين الطرق النوعية الموضحة أعلاه:

جمع المعلومات

حجم العينة

موضوع الدراسة

الطريقة

المراقبة والمقابلات

غير محدد

حول ثقافة مجتمع ما.

السرد

المقابلات الفردية وقراءة الوثائق والمستندات

1 إلى 2

حول تجربة فردية في سلسلة من الأحداث.

السرد

المقابلات

5 إلى 25

حول ظاهرة ما وأفراد معاصرين لذات الظاهرة.

الظاهراتية

المقابلات والترميز المفتوح والمحوري

20 إلى 60

حول تطوير النظرية من أصلها من خلال التفسيرات والمعلومات المستنبَطة.

النظرية التجذيرية

الملاحظة وقراءة الوثائق والتقارير

غير محدد

حول منظمة أو كيان أو شركة أو أحداث.

دراسة الحالة

 


 

لطلب المساعدة في إعداد رسالة الماجستير أو الدكتوراة يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

 

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة