ماهية الترجمة؟ وما هي صفات الترجمة الاحترافية؟

الترجمة هي عملية نقل للنص من لغة معينة (المصدر) إلى لغة أخرى (الهدف) بما يحقق للقارئ فهماً للنص المترجم تماماً مثلما يفهمه قارئ النص الأصلي. والهدف من الترجمة هو التواصل ونقل المعرفة بكل أبعادها بأمانة ودقة ووضوح. وبهذا تصبح الترجمة عملية تفسير لمعاني النص الأصلي ونقلها للفكر والمعرفة والثقافة. 

ولا تعتمد الترجمة على نقل الكلمات والمعاني نقلاً حرفياً وإنما هي تقوم بنقل كل من الغلاف اللغوي الذي يميز المعني (مثل الزمن والمدلولات وغيرها) بما يعزز فهم القارئ وكذلك نقل أسلوب الكاتب إلى اللغة الهدف بشكل يجعل النص المترجم مفهوما ومستساغاً للقارئ.

ولذلك فإن الترجمة الجيدة مثلما يصفها علماء الترجمة هي التي تفي بنفس الغرض في اللغة الجديدة تماماً مثل الغرض الأصلي في اللغة التي كُتب بها. كما يعتبر العلماء عملية الترجمة مطابقة لعملية الرسم إلي حد ما حيث أن المترجم يسعى لتجسيد روح النص في ترجمته. ويعتبر الأسلوب السلس والطبيعي رغم صعوبة إنتاجه حيوياً في تحقيق استجابة إيجابية لدى المتلقين للنص المترجم مشابهة لاستجابة المتلقين للنص الأصلي.

ولذا يجب أن تلبي الترجمة الجيدة المتطلبات الأساسية التالية:

1. تعكس المعنى بوضوح ودقة
2.  تنقل روح وأسلوب النص الأصلي
3. تصاغ بأسلوب سلس وطبيعي
4. تنتج استجابة إيجابية في ذهن القارئ

وقد لعبت الترجمة دورا بالغ الأهمية عبر التاريخ في نقل المعارف والتقريب بين الثقافات والحضارات ونمو المعرفة الإنسانية بشكل عام. وتكتسب الترجمة أهمية بالغة في عالم اليوم، فكلما ازدادت عوامل الانفتاح اللغوي والثقافي كلما ازدادت الحاجة إلى الترجمة من أجل التواصل والتقارب بين الشعوب. وقد أسهمت  العولمة في زيادة أهمية الترجمة في مجالات الدراسة والبحث والأدب نتيجة تحول العالم إلى قرية صغيرة وتراجع الحواجز الثقافية بين الشعوب المختلفة. ولهذا فقد أصبحت الترجمة جزءاً لا يتجزأ من النشاط الإنساني في عالم اليوم وصارت ضرورة لا غنى عنها في أي مجال من مجالات النشاط الإنساني في عالمنا المعاصر حيث أنها همزة الوصل التي تقرب المسافات وتتيح الاستفادة من المعارف المختلفة بغض النظر عن قيود اللغة.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي