تعد جهود البحث العلمي والتطوير في معظم الأقطار العربية ضئيلة جداً، كما أن هذه الجهود ما زالت محصورة إلى درجة كبيرة على مراكز الأبحاث الحكومية (الجامعات ومراكز البحث العلمي)، كما أن غياب دور القطاع الخاص في عمليات البحث والتطوير في الوطن العربي وعدم مشاركته في الإنفاق على البحث العلمي ساهم في الضعف. علماً أنه في الدول المتقدمة يضطلع القطاع الخاص بمعظم عمليات البحث والتطوير، وحسب تقرير اليونسكو تعد مناطق الدول العربية هي المناطق الأقل انتاجاً للكتب والمطبوعات بين مناطق العالم قاطبة بعد إفريقيا.

ويرى تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003 أن سر تقدم النمور الآسيوية يكمن في التركيز على التعليم والتربية والبحث العلمي، فيما تعاني الدول العربية من تخلف مريع في مجال إنتاج المعرفة والاهتمام بدعم البحث العلمي ووسائل الاتصال وتقنية المعلومات. وهذا يدلل على وجود أزمة أو إشكالية للبحث العلمي في الوطن العربي.

ويعزو أسبابها إلى قلة الطاقة البشرية العاملة في ميدان البحث العلمي، وإلى شح الإنفاق على البحث العلمي والتطوير، إضافة إلى تدني الكفاءة في مخرجات والتي لا تركز على البحث العلمي والإبداع والتفكير، كما أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي والتطوير في الوطن العربي لا تتعدي سوى (0.2%) من الناتج الإجمالي مقارنة بمتوسط (1.4%) على الصعيد العالمي أي سبعة أضعاف ما تنفقه الوطن العربي.

كما أن هناك عامل آخر في أزمة التخلف في مجال التنمية والبحث العلمي في الوطن العربي يتمثل في تدني مستوى الحريات للمواطنين بشكل كبير بالمقارنة مع باقي دول العالم حتى الإفريقية والآسيوية منها، كما أن البحث العلمي في الجامعات العربية منعزل تماماً عن الوحدات الإنتاجية، والقطاع الخاص، مما أدى إلى حرمان الباحث الجامعي من الدعم المادي الذي كان من الممكن أن يقدمه هذا القطاع.

 فيديو: 5 تطبيقات أساسية لكل طالب دكتوراه - ترجمة المنارة 

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي