اطلب الخدمة
أصبح البحث العلمي هو السبيل الوحيد نحو النمو والازدهار، وهو العامل الأساسي في تقدم ورفعة الأمم، ومنذ وجود الإنسان على سطح المعمورة، وهو يسعى لإعمال العقل؛ لحماية نفسه، وتحقيق الاستفادة الكبرى من جميع المُعطيات التي توجد في البيئة المحيطة به.
ما تعريف موضوع البحث العلمي؟
يعرف موضوع البحث العلمي بأنه: "مشكلة البحث التي يتم تجسيدها من خلال مجموعة من الخطوات البحثية، والتي تبدأ بوضع العنوان، ثم الوصول إلى النتائج العلمية، والتي عن طريقها يتم اكتشاف الحلول للمشكلة البحثية".
كيفية اختيار موضوع البحث العلمي
يُعد أول المعوقات التي تواجه الباحث هو موضوع البحث العلمي المراد كتاباته، ويتحكم في ذلك العديد من المعايير المرتبطة باختيار موضوع البحث، وما ينطوي عليه ذلك في مرحلة تابعة من اختيار للعنوان، ومن ثم تحديد الأهداف، وكذلك الفروض والمصطلحات التي يتم تدوينها مع بداية السير في خطة البحث، وكذلك طبيعة مناهج البحث العلمي المستخدمة، ونوعية الدراسات السابقة التي يجب الاطلاع عليها، وجميع ما سبق ينبغي أن يمثل موضوع البحث أو الدراسة.
أبرز العوامل التي تساعد في اختيار موضوع البحث العلمي
♦ الميول الشخصية: وتعد من أهم أسباب اختيار موضوع البحث العلمي، حيث إن جميع الطلاب والدارسين، يتخصصون في مجال معين، لذا ينبغي أن يكون الدافع في اختيار موضوع البحث هو التخصص، فلا يمكن أن يكون هناك بحث متخصص في تخطيط المدن العمرانية الجديدة، مُقدم من جانب طالب في كلية الفلسفة، فماذا سيقدم؟!! ومن هذا المنطلق فإن الميول الشخصية النابعة من التخصصية، هي مناط اختيار موضوع البحث العلمي، ويجب أن يولي لها الباحث العلمي الأهمية؛ لخروج البحث بالفائدة المرجوة منه.
♦ الوقت الزمني للبحث: في الغالب تُلزم الجامعات الباحثين أو الدارسين بوقت معين من أجل إعداد البحث العلمي، لذا ينبغي على الباحث العلمي اختيار موضوع البحث العلمي الملائم للوقت الزمني المحدد، حتى لا يحدث أي تأخير عن الموعد المحدد، بالإضافة إلى تدوين جميع الجوانب المتعلقة بالموضوع دون إغفال لأي منها.
على سبيل المثال لا يمكن أن يختار الباحث العلمي موضوع عن القصور في تدريس اللغات بكلية الألسن، والمدة المحددة له أسبوعان على الأكثر، فإن ذلك أحد الأعمال الضخمة التي تستدعي وقتًا ميدانيًا كبيرًا، وتتطرق للكثير من الجوانب المتعلقة بتلك المشكلة مثل استطلاع رأي الطلبة والطالبات حول المعوقات التي تحد من قدرتهم في المجال الوظيفي بعد الدراسة، والمشكلات التي يعانون منها، والأمور التي يرونها مناسبة؛ من أجل الوصول بالدراسة للكمال.
♦ توافر المصادر والمؤلفات: وهي جانب مهم من أجل اختيار موضوع البحث العلمي، حيث تعد المصادر والمؤلفات طريق الباحث العلمي؛ من أجل الحصول على المعلومات التي سوف تفيده في خطوات البحث العلمي، والتي تتمثل في إجراء الرسائل والدراسات، ومن المهم أن تتوافر المادة العلمية التي تثري بيئة البحث العلمي، بالإضافة إلى المعلومات الشخصية التي يمتلكها الباحث، وفي النهاية يظهر منتج جديد نتيجة التفاعل المعلوماتي لدى الباحث، لذا فمن المفضل أن تكون هناك دراسات تمثل حجر الزاوية لبناء خطة البحث العلمي.
♦ الدراسات الميدانية: تعد سهولة القيام بالدراسات الميدانية أحد أسباب اختيار موضوع البحث العلمي، ومن المفضل أن تكون الدراسات الميدانية بسيطة ولا ينطوي عليها أي مخاطر بالنسبة للباحث العلمي أو مجموعة المبحوثين، فالعلم وُجد لفائدة الإنسان بوجه عام وليس الإضرار به، ما عدا بعض الحالات النادرة التي تتطلب بعض المجازف، وذلك وفقًا للتوافق فيما بين الباحث العلمي والأفراد المبحوثين، والذين يتم أخذ موافقتهم كتابيًا؛ من أجل إجراء بعض الأبحاث المرتبطة بإيجاد وسائل علاجية لبعض الأمراض التي استعصت على العلماء، وما إلى غير ذلك.
♦ النفقات المالية: وهي أحد العوامل المؤثرة في اختيار موضوع البحث العلمي، حيث إن لكل باحث حدودًا معينة في النفقات المالية، فعلى سبيل المثال لا يمكن لباحث علمي مبتدئ ولا يمتلك العباءة المالية المناسبة أن يقوم بطرح موضوع، وليكن استكشاف كوكب المشترى، فان ذلك الأمر يتطلب قدرات مالية كبيرة، من أجل الوصول إلى الجديد حول هذا الطرح، ومن يمكن أن يقوم بمثل هذا العمل هو وكالة فضائية كبيرة لديها المقومات المالية الكبيرة، والتي يمكن عن طريقها القيام بجولات فضائية، واستخدام التلسكوبات العملاقة التي تقوم باستكشاف جميع جنبات الكون، وتعمل وفقًا لتقنيات حديثة قلما توجد في الجامعات المحلية أو الإقليمية.
♦ الهدف: لا يوجد قيمة للبحث دون وجود أهداف لعلاج مشكلة أو ظاهرة وواضحة، ومن ثم خدمة الجانب العلمي أو الاجتماعي وفقًا لطبيعة البحث، وجدير بالذكر أنه ليست جميع المشكلات أو الظواهر التي يصادفها الباحث العلمي صالحة لأن تكون هي موضوع البحث العلمي، فعلى سبيل المشكلات الشخصية التي تواجه الباحث في حياته، لا يمكن أن يتم إدراجها كموضوع للبحث العلمي، ومن الممكن أن نقول إن القيمة العلمية التي تشغل بال الجميع هي المعيار الذي يجب أن يضعه الباحث نصب عينيه عند اختيار موضوع البحث العلمي.
♦ الجانب الأخلاقي: يجب أن يكون موضوع البحث العلمي المقدم يندرج تحت بند المواضيع الأخلاقية، التي تهدف إلى إثراء العلم، فلا يمكن أن يُقدم بحث علمي عن الأمور المحرمة من الناحية الدينية، أو المنافية للأخلاق والتقاليد المتوارثة، وكذلك يحكم الموضوع ما تتبعه الدولة من أنظمة وقوانين في جميع المعاملات، ويجب أن يسير موضوع البحث في ركب النظام العام.
وعلى سبيل المثال من غير المسموح القيام بتقديم موضوع عن كيفية تهريب الأموال، أو طريقة تداول المخدرات، فتلك من الأمور الهدامة التي لا تمس البحث العلمي من قريب أو بعيد، حيث ينبغي مراعاة الموضوعية والأخلاقية التي تهدف إلى بناء المجتمع في مفهوم البحث العلمي العام، وتلك الأمور لها تداعيات سلبية تؤثر على جميع مفاصل المجتمع.
♦ الحداثة: من المهم اختيار موضوع البحث العلمي الذي ينطوي عليه تقديم الجديد، فما فائدة التطرق إلى نظرية، أو مشكلة قضي فيها الأمر، وأصبحت من المسلمات التي لا يوجد غبار فيها، كأن يقوم الدارس بعمل بحث عن مجموع زوايا المثلث التي تبلغ مائة وثمانين درجة، فقد قتل ذلك الموضوع بحثًا، ولم يعد هناك أي أهمية لإدراجه بين قوائم البحث العلمي، وكذلك أسباب تتابع الليل والنهار، فقد تطرق إليها العلماء منذ قديم الأزل، وليس هناك داعٍ للتكرار.
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي