المنهج الكمي والمنهج الكيفي والفرق بينهما - المنارة للاستشارات

المنهج الكمي والمنهج الكيفي والفرق بينهما

المنهج الكمي والمنهج الكيفي والفرق بينهما
اطلب الخدمة

المنهج الكمي والمنهج الكيفي والفرق بينهما

 منهج البحث أو الدراسة:

المنهج البحثي ((Methodology هو تحديد الطريقة التي سيستخدمها الباحث من خلال بحثه عن الحقيقة في مجال المعرفة كما أنه الدراسة النظامية والصياغة المنطقية للمبادئ والأدوات وكذلك دراسة القواعد العامة التي تمكن الباحث من الوصول الى نتائج البحث وحل المشكلة البحثية. ويمكن الاعتماد على أكثر من منهج في البحث حيث أن هناك أنواع من المنهج البحثي مثل المنهج الوصفي والمنهج التاريخي والمنهج التجريبي.

ويتبع الباحثون سلوكاً وطرقاً مختلفة في رحلة الوصول إلى حلول المشاكل أو تفاسير للظواهر أو التوصل الي حقيقة ما، ومع ذلك أيا كان السلوك والمنهج المتبع فإنه يتناسب تناسباً طردياً مع المشكلة البحثية والظروف الخاصة بها، وهذا ما يسمى بالطريقة البحثية أو المنهج البحثي.


 ما هو البحث الكمي؟ 

تعريف البحث الكمي: يعرف البحث الكمي في التسويق على أنه منهج تحفيزي وتعليمي جدا لجمع البيانات من العملاء الحاليين والمحتملين بإستخدام طرق العينات وإرسال استقصاءات الكترونية، استفتاءات الكترونية، واستبيانات، إلخ، والتي يمكن تحليل نتائجها بإستخدام الطرق الإحصائية. وعادة ما تكون النتائج التي ينتجها البحث الكمي عددية وبعد فهم دقيق لهذه الاعداد للتنبؤ بمستقبل منتج أو خدمة وإجراء التغييرات وفقا لذلك.

تستخدم عادة في العلوم الطبيعية والاجتماعية، ويتم اعتماد الطرق الإحصائية والحسابية والرياضية لإجراء البحث الكمي بصورة منهجية. ويقوم الإحصائيون والباحثون في البحث الكمي بنشر أطر عمل رياضية ونظريات تتصل بالكمية موضع التساؤل.

وتعد نماذج البحث الكمي ذات طابع موضوعي، مفصل وتحققي في كثير من الأحيان. كما أن النتائج المحققة من هذا المنهج تكون منطقية، إحصائية، ومحايدة. ويتم جمع البيانات بإستخدام طريقة منظمة وتجرى على عينات أكبر تمثل جميع السكان.


 ما هو البحث الكيفي؟ 

يُعرّفُ البحث النوعي عموماً على أنه الدراسة التي يمكن القيام بها أو إجراءها في السياق او الموقف الطبيعي، حيث يقوم الباحث بجمع البيانات، أو الكلمات، أو الصور،ثم يحللها بطريقة استقرائية مع التركيز على المعاني التي يذكرها المشاركون، وتصف العملية بلغة مقنعة ومعبرة. ويعرّف كريسويل (1998) البحث النوعي بأنه:

“عمليةُ تحقيق للفهم، مستندة على التقاليد المُتميّزة لمنهج البحث العلمي التي تقوم بالكشف عن مشكلة اجتماعية أو إنسانية. ويقوم الباحث ببناء صورة معقدة وشمولية ويُحلّلُ الكلمات، ويضع تقريرا يفصّل فيه وجهات نظر المرشدين ثميقوم بإجراء الدراسة في الموقف الطبيعي.”

ويجبُ أن لاينظر إلى البحث النوعي على أنه بديل سهل للبحث “الإحصائي” أو الكمّي، فهو يتطلبُ التزاما واسعا بالوقت في مجال الدراسة، والمشاركة في شكل من أشكال البحث الاجتماعي والإنساني والعلمي الذي لايمتلك أدلة ثابتة أو إجراءات محددة.

وذكرهوفتل (1997) نقلا عن كامبل (1996) ووستروس وكورين (1990) أن هناك عدد من النقاطيجب أخذها في الحسبان ومراعاتها عند تبني مثل هذا النوع من مناهج البحث، ومن أهم هذه النقاط:

1- أن طرق البحث النوعي يمكن استخدامها لزيادة فهمنا لأي ظاهرة أو مشكلة لا نعرف عنها إلا النزر اليسير.

2- يمكن أيضا استخدامه للحصول على وجهات نظر وآراء مختلفة لأشياء نعرف عنها الكثير أو للحصول على معلومات معمقة من الصعب التعبير عنها بطريقة كمية أو إحصائية.

ويهتم هذا النوع من البحوث بوضع شرح مفصل عن تفسير وشرح واضح للظاهرات الاجتماعية. فهو يساعدنا على فهم العالم الذي نعيش فيه، ولماذا كانت الأشياء كما هي عليه ؟، فاهتمامه يتركز علىالجوانب الاجتماعية في عالمنا ويسعى للإجابة على الأسئلة حول الموضوعات التالية (Hancock 1998):

– لماذا يتصرف الناس بالطريقة التي يتصرفون بها؟

– كيف تتشكل الآراء والاتجاهات عند الناس؟

– كيف يتأثر الناس بالأحداث والأشياء من حولهم؟

– كيف ولماذا تطورت الثقافات بالطريقة التي تطورتبها؟

– الفروق بين المجموعات الاجتماعية.

فالمنهج النوعي يهتم بالبحث في الإجابة عن الأسئلة التي تبدأ بـ: لماذا؟ وكيف؟ وبأي طريقة؟ بينماالمنهج الكمي يهتم بصورة أكبر بالأسئلة حول: كم الثمن؟ كم العدد؟ كم في الغالب؟ وإلى أي مدى؟ فهناك فروق جوهرية بين المنهجيين تتلخص في النقاط التالية:

  • المنهج النوعي يهتم بالآراء، ووجهات النظر، والتجارب والخبرات الإنسانية، وأحاسيس وشعور الأفراد، فهو يقدم لنا بيانات ذاتية وليست موضوعية.
  • المنهج النوعي يصف لنا الظاهرة الاجتماعية كما تحدث طبيعيا: فليس هناك محاولة للتأثير واستغلالا لوضع تحت الدراسة كما هو الحال في المنهج التجريبي الكمي.
  • في المنهج النوعي يتم فهم الوضع من خلال المنظور الكلي والشامل للموضوع، بينما يعتمد المنهجالكمي على تحديد عدد من المتغيرات.
  • في المنهج النوعي يتم استخدام البيانات والمعلومات لبناء وتطوير مفاهيم ونظريات تساعدنا على فهم العالم الاجتماعي، فهوأسلوب استقرائي للبناء وتطوير النظريات، بينما المنهج الكمي يقوم باختيار نظريات موجودة وتم اقتراحها، فهو أسلوب استنباطي.
  • يتم جمع البيانات والمعلومات في المنهج النوعي من خلال مواجهة مباشرة مع الأفراد والمجموعات ومن خلال المقابلات الفردية أو الجماعية أو الملاحظات، فجمع المعلومات يستهلك وقتا طويلا.
  • طبيعة جمع البيانات والمعلومات في المنهج النوعي والوقت الطويل الذي تستغرقه تتطلب منا أن نستخدم عينات صغيرة.
  • في المنهج النوعي نستخدم تقنيات مختلفة عنداختيار العينات، فالعينة سعيٌ للحصول على المعلومات من مجموعات محددة أو مجموعات فرعية من مجتمع الدراسة، بينما في المنهج الكمي تسعى العينات لعرض نتائج ممثلة من خلال الاختيار العشوائي للموضوعات.
  • المعايير المستخدمة في المنهج النوعي للتحقق من الصدق والثبات تختلف عن تلك المعايير المستخدمة في المنهج الكمي.
  • أن استعراض كثير من نصوص الكتب توحي لنا بسمات ومصطلحات متعددة ومختلفة تستخدم لوصف كلا المنهجين.

 العوامل التي تؤثر على اختيار المنهج البحثي:

  1. طبيعة المشكلة البحثية.
  2. أداة البحث المستخدمة.
  3. مجتمع الدراسة.
  4. نوع العينة المراد تطبيق البحث عليها.
  5. صياغة وكتابة المنهج المستخدم في خطة البحث:
  6. لا بد من تحديد النوع المستخدم في البحث والذي سيطبقه الباحث في دراسة موضوعه.
  7. لا بد من تبرير استخدام الباحث لمنهاج معين في خطة البحث.
  8. لا بد من كتابة فقرة موجزة ومختصرة عن كيفية استخدام هذا المنهج، وفيما يستخدم.
  9. ومن الضروري ارتباط منهج الدراسة مع طبيعة المشكلة.

 المجتمع والعينة:

  1. لابد من وصف دقيق لطريقة انتقاء العينة، والى أي مدى تعتبر العينة ممثلة لمجتمع الدراسة كما ويجب أن تكون العينة كافية.
  2. أدوات الدراسة وجمع البيانات.
  3. لابد من كتابة وصف مختصر للأدوات المستخدمة. وما الخطوات التي سيتبعها الباحث في بناء واختيار الأدوات التي سيستخدمها في جمع المعلومات.
  4. تصميم الدراسة.
  5. متغيرات الدراسة.
  6. الأساليب الإحصائية والعمليات التي ستتبع في تنفيذ التجربة في الدراسة.
  7. البرنامج المستخدم في إجراء العمليات التحليلية.

الاطار النظري


 الفرق بين المنهج الكمي والكيفي:

1. لا تركز البحوث النوعية على الطرق الرقمية والاحصائية في تفسير البيانات المجمعة والنتائج ، كما في البحوث الكمية، بل تعمل على تفسير الظواهر المبحوثة بأسلوب إنشائي يعتمد التعبير بعبارات وجمل توضح ماهية وطبيعة تلك الظواهر، وعلاقاتها المتداخلة مع بعضها. 

2.  يستخدم الباحث النوعي الملاحظة المتفاعلة، والمقابلة الشخصية المتعمقة، وتحليل الوثاق، كأدوات لجمع البيانات. وقد تختلف طريقة المقابلة هنا، بين فرد وآخر من أفراد مجتمع الدراسة، أو عينته. بخلاف الباحث الكمي الذي تكون فيه أسئلة المقابلة (والاستبيان) نمطية، ومعدة مسبقاً
3. يحاول الباحث في البحث النوعي فهم الظاهرة في ظروفها التي تمت فيها. ولا يهدف إلى تعميم النتائج. بينما يعتمد البحث الكمي على قياس الظاهرة، وإيجاد العلاقات بين الأسباب والنتائج، والتعبير عنها (رقمياً) ، وتعميم نتائجها على حالات أخرى 

4. غالباً ما يختار الباحث، في البحث النوعي، عينة مقصودة (عمدية)، تكون محدودة العدد، بينما يختار الباحث، في البحث الكمي عينة عشوائية في الغالب، تكون ممثلة لمجتمع الدراسة، بغرض تعميم النتائج على الحالات المشابهة الأخرى. 

5. لا يكون الباحث محايداً، في البحث النوعي، بل تكون لديه مرونة في التغيير في خطة البحث، وفق مجريات البحث والبيانات المجمعة. فهو يضع خطة أولية قابلة للتعديل. بينما يلتزم الباحث الكمي بالخطة الموضوعة، والموافق عليها، وأسئلة البحث بشكل مسبق، يلتزم بها خلال بحثه. وعلى هذا الأساس فإنه عندما يضع أسئلة المقابلة والاستبيان، بشكل مسبق، لا يغير فيها، ويلتزم بسمات الصدق والثبات في أدوات جمع البيانات.
6. المنهجان النوعي والكمي ليسا متعارضين أو متضادين، حيث أنه يمكن استخدامهما معاً في نفس البحث. فيكون جانباً من البحث نوعي، وجانباً آخر، يكمله، كمي. ويحصل الباحث على نتائج من خلال خلط المنهجين. 
كذلك فإنه يمكن أن يستخدم البحث النوعي لدراسة الظواهر والحالات التي لا تتوفر معلومات وافية عنها، أو لمعرفة أشياء جديدة عن حالات مطلوب التعمق فيها، بغرض فحصها ودراستها لاحقاً بطريقة وببحث كمي

7. يستخدم البحث النوعي عادة في المجالات التي يتبين للباحث أن الأساليب والمقاييس الكمية لا تستطيع وصف أو تفسير المشكلة أو الحالة  المعروضة. مثال ذلك دراسة خاصية التفوق والإبداع عند الطلبة أو الموظفين، والخصائص العقلية الذهنية الإبداعية،  عند الأفراد والجماعات

8. يجمع الباحث النوعي بياناته، ويشتق معلوماته ميدانياً، من المصادر الطبيعية للأحداث. حيث يعمل الباحث موقعياً، طيلة فترة البحث، في مكان الظاهرة أو الحدث، ويشتق معلومات من العاملين في الموقع، إضافة إلى الوثائق التي قد تتوفر في ذلك الموقع. وقد يحتاج إلى جمع مزيد من البيانات والمعلومات من أشخاص آخرين في مواقع أخرى، ولهم علاقة بمجريات الأمور في الموقع المعني بالبحث.

9. الباحث في البحث النوعي يكون هو الأداة الأساسية لجمع المعلومات. ويعتمد في مقابلاته ومشاهداته وتحرياته على إمكاناته الذاتية ومهاراته في التحليل والتفسير. لذا فهو يتحدث مع المبحوثين، أو يلاحظ أنشطتهم، أو يقرأ وثائقهم وسجلاتهم، من موقف ومنطلق خاص به.
10. يسلم البحث النوعي بأن السلوك الإنساني مرتبط بالبيئة التي يجري بها البحث ويعيش فيها المبحوثين.  وهنالك تأثيرات اجتماعية وثقافية وتاريخية على الخبرات الإنسانية. بينما تدعو البحوث الكمية إلى عزل السلوك الإنساني عن المحيط الذي يتواجد فيه الأفراد المعنيين بالبحث.
11.لا يتحدد البحث النوعي بفرضية معدة مسبقاً، أو يختبر العلاقة بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة المعدة مسبقاً. بل أنه يدرس جميع العوامل والمؤثرات في موقف معين، أي الخبرة الإنسانية بشكل كلي أولاً. لذا يأخذ الباحث من المقابلة أو الملاحظة الأولى معنى ما يسمع أو يرى، ثم يضع في ضوءه تخمينات تتطور لاحقاً إلى فرضيات، يعمل على تأكيدها أو نفيها، من خلال مقابلاته وملاحظاته اللاحقة، ويخرج بالتفسيرات والنتائج.

12. عمليات جمع البيانات والمعلومات تتداخل مع عمليات تحليلها في البحث النوعي. كذلك يتطلب البحث النوعي وقتاً أطول في تحليل البيانات من البحث الكمي. فهو يحتاج إلى وقت مساوي لوقت جمع البيانات، ويتطلب تحليل مستمر ومتزامن مع جمع البيانات. وبعبارة أوضح أن الباحث لا ينتظر حتى يتم جمع البيانات كاملة ليبدأ بالتحليل، كما هو الحال في البحث الكمي.

13. يحكم على مصداقية البحث في البحث النوعي من خلال قناعة رأي القارئ في رأي الباحث، وليس من خلال العمليات الإحصائية والمعادلات المستخدمة في البحث الكمي.


 المراجع والمصادر 

  1. مواضيع ذات صلة: منهج دراسة الحالة - د.سليم شيخاوي
  2. المنهج الوصفي التحليلي.
  3. أنواع مناهج البحث العلمي.
  4. البحوث الوصفية و المنهج الوصفي.
  5. منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية.
  6. البحث في العلوم الاجتماعية.
  7. الوجيز في الأساسيات والمناهج.
  8. المنهج المقارن - د. سليم شيخاوي
  9. منهج البحث الكيفي، الموسوعة الجزائرية للدراسات.

لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه  يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة