قراءة وتحميل كتاب أساليب في حفظ المعلومات واسترجاعها

لقد جاء كتاب استثمار الأبناء لمؤلفه إبراهيم اليامي ليناقش أفضل الأساليب العلمية التي تساعد القراء في حفظ المعلومات واسترجاعها، وهو كتاب موجه للمعلمين وللطلاب، حيث يسعى الكتاب إلى توجيه هذا الجمهور لاتباع أفضل الأساليب العلمية في حفظ المعلومات واسترجاعها، وأشار اليامي في مستهل كتابه أنه استوحى تلك الأساليب من التجارب العلمية التي تم التأكد من نجاحها من قبل المعلمين، مثل التجارب التالية:

- تجربة المعلم/ عادل صالح آل بالحارث ، وهي على النحو التالي:

يخطيء البعض في قابيل وهابيل، من الذي قتل الآخر، فعندما نربط بين كلمة قتل وكلمة قابيل بحرف (ق) يسهل علينا تذكر أن قابيل هو الذي قتل أخوه هابيل، ويجد البعض صعوبة أحياناً في تذكر صانعي البوصلة، فنقول لهم أنهم الصينيون، وعليهم بأن يربطوا كلمة البوصلة والصينيون بحرف (ص).

- تجربة المعلم/ علي مهدي آل مشرف، وهي على النحو التالي:

إذا تم وضع ورق تباع الشمس في الحمض فإنه يعطينا اللون الأحمر، فيتم الربط بين كلمتي الحمض والأحمر عن طريق حرف (ح) ، وإذا تم وضع ورق تباع الشمس في القاعدة فإنه يعطينا اللون الأزرق، فيتم الربط بين كلمتي القاعدة والأزرق عن طريق حرف (ق).

- تجربة المعلم/ إبراهيم اليامي ، وتعد التجربة الأكثر جدلاً في هذا الكتاب، وهي على النحو التالي:

لقد قام المؤلف بكتابة تجربة رائعة من تجاربه الشخصية تهدف إلى مساعدة الطلاب في رسم وحفظ خريطة العالم وأسماء الدول، فبعد الانتهاء من رسم خريطة العالم وكتابة أسماء الدول عليها، طلب اليامي كتابة اسم أشهر لاعب كرة قدم فوق خريطة دولته، وبعد الانتهاء من الإعداد للتجربة، سأل اليامي أحد طلابه، ماهي دول أمريكا الجنوبية؟ فأجاب الطالب : (الأرجنتين، الأورجواي، الباراجواي، شيلي، بوليفيا، البرازيل، بيرو، الإكوادور، كولومبيا، فنزويلا، جويانا، سورينام، جيانا) والملفت للنظر أن الطالب كان يتذكر أسماء أشهر اللاعبين في تلك الدول، فعندما قام المعلم بسؤاله مجددا، ماذا يحد دولة نيجيريا من الشمال؟ قام الطالب بذكر أشهر لاعبي النيجر ثم قال يحدها شمالاً النيجر وجنوباً الكاميرون وكان الطالب في قمة سعادته لأنه استفاد كثيراً من هذه التجربة العملية.

ويناقش اليامي الأساليب العلمية التي تساعد الطلاب في حفظ المعلومات واسترجاعها بشيء من التفصيل من خلال دراسة موجزة في كتاب صغير مكون من عدة صفحات فقط، والأساليب التي تم ذكرها في هذا الكتاب هي على النحو التالي: (ربط الكلمات بالحروف، بناء خارطة ذهنية لكل مادة، التمثيل الحرفي، الرسوم التوضيحية التخيلية، الربط بالمكان، استخدام الأراجيز) ويركز الكتاب على إيجاد محتوى أصيل ومختصر لتلك الأساليب.

 والمميز في هذا الكتاب أن أسلوب الكتابة المستخدم فيه جميل جدا، حيث أن جميع صفحاته ملونة، وبعض صفحاته انفوجرافيك، كما هو موضح في جزئية "كيف يتم بناء الخارطة الذهنية"، حيث تم استخدام أسلوب الانفوجرافيك فيها بطريقة مبتكرة لعرض المعلومات المهمة بشكل رائع وسهل الفهم، مما يعطي الكتاب طابع جذاب للقاريء من الجمهور المستهدف.

و يسعى الكاتب إلى تقديم التجارب العلمية الناجحة إلى الطلاب والمعلمين، حتى يتم تطبيقها في بيئات التعلم المدرسية، ويدعو اليامي الطلاب في نهاية الكتاب، أن يجعلوا أساليبهم في الاستذكار تخاطب البصر والسمع والمشاعر، وأن يجعلوها أكثر غرابة، وأن يكرروا ما تعلموه عدة مرات قبل الاختبار بفترة كافية، لأن ذلك أدعى بثبات المعلومات في الذاكرة طويلة المدى وبالتالي سيكون استرجاعها أسهل.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي